أحدث تأسيس المعهد المولوي في 1942 قطيعة مع أنماط التكوين التقليدية للأمراء، في انسجام مع تطور بنيات التعليم العصري في المغرب. فكان محمد بنيوسف آخر الملوك الذين خضعوا لتربية وفق منهج “المؤدب” التقليدي داخل القصر.
أضحى المعهد المولوي، أو المدرسة الامبراطورية كما كان يسميها الفرنسيون، فضاء عصريا لتنشئة الأمراء ابتداء من تأسيسها في 1942 على عهد محمد الخامس. شكل ذلك قطيعة مع الأنماط القديمة التي درج عليها الملوك في تكوين أبنائهم، تعليما وتأهيلا، بما في ذلك النمط الذي تربى عليه محمد الخامس نفسه. كما جاءت منسجمة مع مختلف الإجراءات التحديثية التي أدخلتها منظومة الحماية على بنيات الدولة المغربية، ومنها بنيات التعليم، إذ أنشئت مدارس عصرية شبيهة في هيكلتها بما كان يوجد في أوربا، خاصة منها الإعداديات الشهيرة: مولاي يوسف بالرباط، مولاي إدريس بفاس، سيدي محمد بمراكش، ثم الإعدادية البربرية في آزرو. فبمحاذاة إعدادية مولاي يوسف، التي تكون فيها العديد من أعلام النخبة المغربية للقرن الماضي، أنشئت المدرسة المولوية. ولم يكن السور الفاصل بين الفضاءين عائقا أمام انسياب وشيوع أفكار الحركة الوطنية إلى داخل المدرسة المولوية من خلال مجموعة من الأساتذة الذين كانوا من رواد هذه الحركة أو من أعضائها النشيطين. لتشكل المدرسة المولوية، بذلك، مجالا من مجالات التلاقي بين السلطان محمد بنيوسف والوطنيين.
يونس مسعودي
تتمة الملف تجدونها في العدد 46-47 من مجلتكم «زمان»