استطاع عبد الأحد السبتي، في كتابه الأخير “من عام الفيل إلى عام الماريكان”، بناء سردية جديدة ومبتكرة لظاهرة التأريخ بالأعوام بين الذاكرة الشفوية والكتابة التاريخية، وهو بذلك يبعث حيوية نوعية في حقل التاريخ بالمغرب.
لاح فلاح في ذهني من أول تصفح لكتاب “من عام الفيل إلى عام الماريكان: الذاكرة الشفوية والتدوين التاريخي” (2022) للمؤرخ المغربي عبد الأحد السبتي الصادر عن دار المتوسط انطباع أني أمام كتاب مألوف، متداول، كأي من كتب التاريخ، لا يخرج عن السياق الذي دأب السبتي أن يكتب ضمنه، لا سيما أنه أتحفنا قبل عشر سنوات بكتابه المتميز “بين الزطاط وقاطع الطريق” (2009)، ومثّل حينها ذروة الإبداع في مسار السبتي. لاح هذا الانطباع عندي بالخصوص لدى مطالعتي فهرس المحتويات؛ ترتيب متدرج، مريح، سهل، يقود العين بانسياب بين الفصول والعناوين الرئيسة والفرعية حتى خلتُ أنني أمام كتاب في المستطاع النسج على منواله بقليل أو كثير من خبرة التأليف، على الرغم مما قد يبدو من أننا أمام “ركام متعب“ بسبب النصوص المتنوعة، على حد وصف السبتي نصوصه ذات مرة في كتاب سابق.
يتراجع هذا الانطباع بمجرد الشروع في قراءة المقدمة .فاجأتني الجملة الأولى التي يخبرنا فيها المؤلف أن الكتاب ثمرة سنوات من التفكير والبحث والتنقيب والتوثيق، وفي هذه اللحظة بدأت في مراجعة انطباعي عن سهولة النسج على المنوال، واكتشفتُ ريادةً وفرادةً لخصها المؤلف في قوله: «لقد قضيتُ أعواما عديدة في تأليف هذا الكتاب، بين رصد المادة المصدرية والبحث عن أدوات الفهم والتحليل».
يونس الوكيلي
تتمة المقال تجدونها في العدد 107/106 من مجلتكم «زمان»