بين سنتي 1986 و1989، قاد رجل الإشهار المعروف نور الدين عيوش، تجربة صحافية فريدة، اسمها مجلة “كلمة” باللغة الفرنسية. جمعت التجربة صحافيين مثل هند الطعارجي، رئيسة التحرير، وباحثين معروفين في الساحة المغربية، مثل رجل الأدب عبد اللطيف اللعبي، وعالمي الاجتماع عبد الكبير الخطيبي وفاطمة المرنيسي، والاقتصادي نور الدين العوفي، والمحامي عبد الرحيم برادة… وغيرهم. حققت التجربة نجاحا باهرا، إلا أنها لم تستطع الصمود. في هذا الحوار، يسترجع نور الدين عيوش تفاصيل تجربة مجلة “كلمة”.
كيف جاءت فكرة إصدار مجلة «كلمة»؟
كان لدي دائما اهتمام بقضايا المرأة، هو في الواقع نتيجة تأثير والدتي. كانت سيدة تتمتع بشجاعة كبيرة. كانت أول امرأة في فاس تخرج دون غطاء للرأس. كانت تهتم بالسينما وبالمسرح. تعلمت منها أن النساء قادرات على لعب دور مهم ليس في المنزل فقط، ولكن في الشارع أيضا.
تأسست مجلة “كلمة” سنة 1986، وكانت فكرة تأسيسها حاضرة قبل هذا التاريخ، فقد كنت منذ فترة شبابي مهتما بما يجري في الولايات المتحدة، ومتأثرا بحركة “الفهود السوداء” التي قامت للدفاع عن حقوق السود في أمريكا، وكان لها دور سياسي بالغ في العالم بكامله. وكنت أيضا مهتما بنشاط نوال السعداوي في مصر لصالح القضايا النسائية.
وفي المغرب، كانت لي علاقات بفاعلات في مجال حقوق المرأة، مثل لطيفة الجبابدي، وحكيمة حميش، وهند الطعارجي، وفاطمة المرنيسي، وغيرهن. من هنا جاءت فكرة إصدار مجلة “كلمة”.
بعد الفكرة، كيف كان الإعداد لإصدار المجلة؟
أول ما فكرت فيه هو أنه يجب أن تكون للمجلة “هيأة توجيه” Comité de Pilotage، تحدد توجه المجلة وخطها التحريري. فاتصلت بعبد الكبير الخطيبي، وعبد اللطيف اللعبي، وفاطمة المرنيسي، ونور الدين العوفي، والمحامي عبد الرحيم برادة، وغيرهم. اخترت أساسا أشخاصا ذوي توجه يساري، مثلي تماما. في ذلك الوقت، التقيت أيضا مع هند الطعارجي. وكانت قد درست الصحافة، وتهتم بالسينما، ولها اهتمام بالعمل الاجتماعي، كما أن لها توجها يساريا أيضا، فأسندت إليها رئاسة التحرير.
كنت، منذ البداية، أسعى لأن أؤسس مجلة احترافية، وليس مجلة مبنية على التطوع والنضال. كنت مؤمنا أنه لكي تنجح التجربة، يجب أن تكون المجلة متميزة من ناحية الشكل والمضمون. ولا يمكن أن تكون احترافية، إذا لم يكن للصحافيين والعاملين بها أجور شهرية ثابتة. ولم يحدث أن كتب أحد مقالا دون أن يتلقى تعويضا، باستثناء المحامي برادة والطبيب النفسي إدريس الموساوي. كانت مساهمات هذا الأخير في المجلة قليلة، أما برادة فكان يكتب مقاله كل شهر في مجال العدالة، ويرفض أن يتلقى أي أجر رغم إصراري الشديد.
حاوره خالد الغالي
تتمة الحوار تجدونها في العدد 25 من مجلتكم «زمان»