أن يكون رئيس دولة عاشقا لكرة القدم، أو مشجعا لفريق ما، أو حتى ممارسا سابقا، فهذا أمر لا يثير الاستغراب، لكن أن يتدخل في تأسيس الفرق وتعيين مدربي المنتخب ورسم الخطط ووضع التشكيلة، فهنا مكمن الغرابة. الملك الحسن الثاني فعل ذلك.
في نونبر سنة 1956 كان المغرب على موعد مع أول نهاية لكأس العرش في تاريخه، على أرضية الملعب الشرفي (المركب الرياضي محمد الخامس حاليا) في الدار البيضاء. كان طرفا النهاية هما الوداد البيضاوي والمولودية الوجدية. انتهت المباراة بالتعادل بهدف لمثله. في ذلك الوقت، لم تكن هناك لا أشواط إضافية، ولا ضربات ترجيحية، ولا مباريات ذهاب وإياب. حتى القرعة -الملاذ الأخير لفض المباريات- لم تكن دخلت ميدان كرة القدم بعد، على الأقل في المغرب. أمام هذا الوضع الغريب، لجأ المنظمون إلى ملك البلاد نفسه لإبداء رأيه في «النازلة»، وقرر أن الفريق السباق إلى التسجيل هو الذي يستحق لقب أول كأس للعرش، وكان هو المولودية الوجدية. لقد كان قرار الملك محمد الخامس، في ظل عجز قوانين اللعبة آنذاك، اجتهادا مقبولا. ورغم كل ما يمكن أن يقال عنه، إلا أنه كان يختزن شيئا من المنطق. فالرجل منح اللقب لمن سجل أولا. في عهد سلفه، الملك الحسن الثاني، اختلفت الأمور وغاب المنطق في الكثير من الأحيان. فقد زج الملك بنفسه، منذ كان وليا للعهد في ميدان الكرة، فأشرف على تأسيس فريق وسجله مباشرة في القسم للثاني للبطولة الوطنية، مستغلا سلطته. بل إن الحسن الثاني، وهو ملك البلاد، لم يكن يتورع عن التدخل في أمر تعيين المدربين، ورسم الخطط، وتحديد تشكيلة الفريق الوطني.
خالد الغالي
تتمة المقال تجدونها في العدد 9 من مجلتكم «زمان»