في مركز قروي صغير على بعد حوالي 18كيلومترا إلى الشرق من مدينة زاگورة، تقبع الزاوية الناصرية، على الضفة اليسرى لوادي درعة، تقاوم النسيان، وقد خف إشعاعها وتراجعت مكانتها.
طبقت الزاوية الناصرية، يوما، شهرتها الآفاق، وصار وردها منتشرا قي الشرق والغرب، بل تجاوز حدود المغرب، ووصل إلى تلمسان ووهران وقسنطينة وبسكرة وتوزر وقابس وصفاقس وقفصة وطرابلس وتاجوراء والجبل الأخضر ومسراتة وبرقة والإسكندرية والقاهرة التي استأثرت بالنصيب الأوفر من الأتباع، وغيرها. وفي كل هذه المدن، التي هي في الواقع محطات على طريق ركب الحج الناصري، تأسست فروع تابعة للزاوية الأم في تامگروت. وقد أهلتها قوتها ومكانتها لأن تنظم، منذ عهد شيخها ومؤسسها الفعلي، امحمد بن ناصر، ركبا حجيا حجازيا خاصا بها، غير الركب الرسمي الذي يسيره السلطان إلى بلاد الحرمين. بل إن أقوى سلاطين المغرب، المولى إسماعيل نفسه، أخذ الورد الناصري من الشيخ أحمد بن امحمد بن ناصر الدرعي، الملقب بالخليفة، بمدينة مكناس سنة 1696، وحث حاشيته على أخذه.
المعقل الأخير
تقع الزاوية الناصرية بتامگروت أو تمگروت. وهي لفظة أمازيغية، مشتقة من أمگاورو أي الأخير، مقابل أمزوارو، أي الأول أو الرئيس. فهي تعني المتأخرة. يوجد تفسيران تحتفظ بهما كتب المؤرخين لهذه التسمية: الأول أن منطقة تامگروت كانت آخر ما ملك المسلمون بدرعة، حيث يشير محمد المكي بن موسى الناصري، صاحب «طلعة الدعة في تاريخ وادي درعة»، إلى أنها كانت آخر معقل اعتنق سكانه الإسلام -في وادي درعة- أثناء الفتوحات الإسلامية الأولى لبلاد المغرب.
المهدي الغالي
تتمة المقال تجدونها في العدد 21 من مجلتكم «زمان»
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. هل لازالت الزاوية تستقبل من يريد حفظ القرآن الكريم. وما هي الشروط المطلوبة وكيفية الالتحاق جازاكم الله عنا خير الجزاء