انتظرت مدينة الرباط زهاء ثمانية قرون لتحقيق حلم بانيها الأول، السلطان يعقوب المنصور، في أن تصبح عاصمة للبلاد مع دخول الفرنسيين إلى المغرب.
ترجع فكرة بناء مدينة الرباط وجعلها عاصمة للمغرب إلى العهد الموحدي وبالضبط مع السلطان يعقوب المنصور، الذي كان حلمه أن يجعل من رباط الفتح عاصمة لدولته، تيمنا بنبوءة شيخه المهدي بن تومرت، مؤسس الدولة الموحدية، حول مستقبل المدينة، كما يورد ذلك عبد الواحد المراكشي في المعجب. ذلك أنه كان أول من فكر في بناء مدينة حول القصبة المرابطية المقامة كرباط للجيوش المغربية، و أنه أمر الموحدين بذلك قائلا لهم: «تبنون مدينة عظيمة على ساحل هذا البحر- المحيط الأطلسي- ثم يضطرب أمركم وتنتقص عليكم البلاد حتى ما يبقى بأيديكم إلا هذه المدينة ثم يفتح الله عليكم ويجمع كلمتكم ويعود أمركم كما كان…». يذكر هنري تيراس أيضا أن السلطان يعقوب المنصور قد رغب في بناء مدينة خاصة به فاختار الرباط القديم الذي بناه والده عبد المومن على نهر أبي رقراق، حيث أمر ببناء أسوار المدينة وأبوابها كما شرع في بناء أكبر مسجد في منطقة الغرب الإسلامي، والذي كان من المنتظر أن يستوعب أعداد الجيش الموحدي للصلاة. لكن المنية لم تمهل السلطان الموحدي لتحقيق حلمه في جعل مدينة الرباط عاصمة لملكه.
خاليد عيش
تتمة المقال تجدونها في العدد 9 من مجلتكم «زمان»