هل وصل المصريون القدامى إلى سواحل القارة الأمريكية؟. إنه السؤال الذي كان يخالج أذهان طاقم من ثمانية بحارة، من جنسيات مختلفة، وهم على أبواب مغامرة غير مسبوقة: عبور المحيط الأطلسي، والوصول إلى سواحل القارة الأمريكية، على قارب من نبات البردي، شبيه بالقوارب التي اعتاد المصريون القدامى استخدامها، قبل 5000 سنة. تفتقت البذور الأولى لهذه المغامرة في مخيلة رجل استثنائي، من جنسية نرويجية، اسمه ثور هايردال.
ينتمي هذا الرجل إلى طينة من العلماء المغامرين الذين دفعوا، طيلة القرن العشرين، فكرة الإثبات عن طريق التجربة إلى أبعد حدودها. صرامته العلمية، لم تكن تعادلها إلا جرأته وعشقه الكبير للمغامرة. عرفه العالم للمرة الأولى، سنة 1947، بعد رحلة استكشافية أوصلته إلى الجزر البولينيزية عبر قارب انطلق من سواحل أمريكا الجنوبية، قاطعا مسافة 8000 كلم. حملت هذه الرحلة اسم “كونتي- كي” (إله الشمس لدى حضارة الأنكا)، وتمت بواسطة قارب يحاكي قوارب الهنود الحمر القديمة، وكان الهدف العلمي منها فهم الكيفية التي وصل بها الإنسان إلى هذه الجزر.
كان هايردال أنثروبولوجيا وعالم آثار وبحارا متمرسا، يجمع كل الصفات التي تؤهله لإطلاق العنان لنفسه في مغامرات مجنونة. في إحدى مغامراته، سنة 1970، كان بين طاقمه شاب مغربي يدعى المدني آيت أوهاني، تعود أصوله إلى مراكش. لم يسبق لهذا الشاب، الذي كان حينها يشتغل فندقيا في آسفي، أن وضع قدمه على متن قارب في حياته، ليجد نفسه دفعة واحد يعبر المحيط الأطلسي، لمسافة 6000 كلم، على متن قارب من البردي. بعد 43 سنة على هذه الرحلة، يروي المدني آيت أوهاني، وقد صار شيخا الآن، قصة العبور الفريدة هاته، لقراء “زمان”.
سامي لقمهري
تتمة المقال تجدونها في العدد 6 من مجلتكم «زمان»
التجربة تثبت النظرية، و لربما يخرج لنا ثرى مصر ما يؤكد فرضية هايردال
لينتهي احتكار الغرب المزيف لكل بدايات العلم و المعرفة .